2018/03/27

كيف تحمي طفلك من خطر مرض بوشوكة (الجديري)


الجديري هو مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الإنسان مرة في العمر (غالبا)  . سببه فيروس VZV و هو منتشر بين الأطفال بكثرة يتميز بظهور  حبوب مؤلمة في كامل الجسم , مصحوبا بـإرهاق عضلي شديد و حمى , إضافة إلى صداع و فقدان الشهية في بعض الأحيان .

تصنيف هذا المرض على أنه شديد العدوى يعود للمدة اللازمة لظهوره , فعند تعرض الإنسان للعدوى لا يظهر المرض في اليوم نفسه , بل يظهر بعد حوالي 10 أيام
إبتداءا من اليوم الثامن , و قبل بداية ظهور الحبوب على الجلد يكون المرض في أقصى مراحل العدوى , لذلك عندما يكتشف الأبوين أن ابنهما مصاب بالجديري يكون في الحقيقة قد فات الأوان و انتقل إلى أفراد الأسرة و الزملاء في المدرسة .

تنتقل العدوى عن طريق لمس الشخص المريض, استنشاق الهواء في غرفة واحدة مع المريض , أو حتى من الأم إلى الجنين التي تعتبر حالة خطيرة .

يصاب الإنسان بهذا المرض مرة واحدة في حياته مما يساعد الجهاز المناعي للجسم على النضج و تشكيل مناعة دائمة مدى الحياة ضد المرض , لكن في بعض الحالات النادرة يمكن الإصابة به مرة أخرى .

الأشخاص الذين يشكل هذا المرض خطرا عليهم هم الذين يمتلكون جهاز مناعي ضعيف , مثل المصابين بالسرطان , الذين يتناولون الأدوية من عائلة الستيرويدات بكثرة , و النساء الحوامل .


نصائح مهمة للعناية بالمصابين بالجديري (بوشوكة)

عزل الشخص المريض : 
يكون مرض الجدري معدي في المدة التي تمتد بين  اليوم الثامن و اليوم 21 (أي منذ يومين قبل ظهور الأعراض إلى 10 أيام بعد ظهورها ) لذلك يجب عزل المريض في هذه الفترة و عدم النوم معه في غرفة واحدة , و الحذر من الإحتكاك بالأشخاص الناقصي المناعة ( مثل النساء الحوامل و الأطفال الرضع ) .
بعد مرور هذه الفترة يستحسن إبقاء المريض بعيدا عن الناس لأنه في بعض الحالات تمتد فترة العدوى بأسبوع ( أي إلى غاية اليوم 28) ,لذلك الأفضل انتظار جفاف كامل الحبوب التي على الجسم , في هذه الحالة فقط يتأكد الخروج من فترة العدوى .

تقليم الأظافر :
معروف أن الحبوب التي تصحب الجديري تؤلم مثل الشوك لذلك يظطر المريض إلى حك جلده بطريقة هستيرية مما قد يسبب خدوش في البشرة . الأمر السيء هو أن الندبات الناتجة عن خدش حبوب الجديري لا تختفي مدى الحياة ,  فهي تترك ثقوبا عميقة نوعا ما تشوه البشرة خصوصا إذا كانت في الوجه , لذلك من الضروري قص أظافر المريض و بالأخص الأطفال الصغار و الرضع .

الحمام الدافئ و الحرارة المعتدلة : 
من أجل تخفيف الحكة و منع حدوث مضاعفات جلدية يفضل تحميم المريض بالماء الدافئ خصوصا الرضيع و الطفل , مع الحرص على تنشيف الماء جيدا دون شفط الجلد بقوة . إضافة إلى ذلك يجب الحرص على أن درجة حرارة الغرفة التي ينام بها المريض معتدلة (حوالي 20 درجة ) لتخفيف أعراض الحمى و الصداع و الإرهاق . ينصح أيضا بنزع ثياب المريض قدر المستطاع .

تنظيف الحبوب بدواء مطهر : 
نظرا لانشغال الجهاز المناعي في هذه الفترة بمحاربة فيروس الجديري , فإن البكتيريا و الفطريات تغتنم الفرصة و تحاول التجمع حول الحبوب في الجلد , مما يسبب تقيح و انتفاخ قد يعقد الأمور , لذلك ينصح استعمال سائل مطهر على الحبوب من أجل حماية الجلد . مثلا يمكن استعمال دواء Hexamedine أو Eosine أو Povidone على شكل سائل للاستعمال الجلدي .

يفضل دواء Hexamedine لأنه شفاف و لا يترك بقع ملونة على الجلد مع امتلاكه نفس فعالية الأدوية الأخرى .

علاج الحمى أمر أساسي : 
لعلاج الحمى يمنع منعا باتا استعمال دواء الأسبيرين أو أي دواء من عائلة مضادات الإلتهاب (AINS) لأنها قد تعقد الوضع و تصيب بأمراض خطيرة في المخ و الكبد . ينصح باستعمال دواء الباراسيتامول فقط (Paracetamol) مع تجديد الجرعة كل 6 ساعات.

كيف تتخلص من الحكة ؟ : 
لعلاج الحكة فإن الأدوية المستعملة هي عائلة مضادات الهيستامين . ننصح باستعمال دواء Dexchlorphéniramine الذي يمتلك فعالية كبيرة ضد الحكة و التنميل , لكن من أعراضه الجانبية تسبيب النعاس . لتجنب النعاس ننصح بدواء Loratadine الذي يمتلك نفس الفعالية مع تأثير منوم بسيط مقارنة بالدواء الأول . 
يمكن أيضا استعمال خلطة بيكاربونات الصوديوم مع الماء , و مسح جسم المريض بقطنة مبللة بهذه الخلطة مما يخفف الحكة .


متى يجب أن تأخذ طفلك للطبيب؟

إذا اختفت الحمى لمدة حوالي 24 ساعة ثم عادت للظهور , أو ظهرت حبوب داخل فم الطفل , أو انتفخت الحبوب و تقيحت أكثر من اللازم , يجب أخذه فورا للطبيب , حسب حالته قد يصف له مضاد حيوي لحمايته من العدوى البكتيرية .
في بعض الحالات الخطيرة يمكن اللجوء للأدوية المضادة للفيروسات , لكن تبقى هذه الحالات نادرة .




ماذا عن المرأة الحامل ؟ 

معلوم أن جسم المرأة الحامل يقوم بتغذية الجنين مما يولد ضعف في الجهاز المناعي , لذلك فإن الإصابة بهذا المرض يشكل خطرا عليها من جهة , و خطرا على الجنين من جهة أخرى , لكن الخطر على الجنين يكون أكبر لأن معظم النساء الحوامل قد أصيبوا بالمرض من قبل و يمتلكون مناعة ضده .
   لحسن الحظ يوجد تلقيح ضد هذا المرض و يمكن للمرأة أن تقوم بالتلقيح ضد المرض قبل وقوع الحمل , لكن إذا وقع الحمل و كان في أشهر متقدمة  , و شكت المرأة الحامل في احتكاكها بشخص مصاب بالمرض , يجب زيارة الطبيب على جناح السرعة قبل انقضاء 8 أيام من الإحتكاك , قد يقوم الطبيب بإعطائها حقن تحتوي على أجسام مضادة فورية إذا تطلب الأمر.

إذا أصيبت المرأة بالعدوى في بداية الحمل , إحتمال إصابة الجنين بمشاكل  يتقلص إلى 2% .


________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق