الحساسية مرض منتشر في العالم , لكن القليلين هم من يعرفون ما هي الحساسية بالضبط , و أول ما يجب معرفته عنها أن سببها الرئيسي هو خلل في الجهاز المناعي للإنسان يجعله يقوم بوظيفته بشكل خاطئ فينتج عن ذلك الأعراض المعروفة للحساسية .
مقدمة :
ترجِّح البحوث العلمية أن الإصابة بمرض الحساسية سببه وراثي ، فالحامل للمرض لديه على الأقل فرصة من اثنتين لينقل المرض لأولاده .
لكن هناك بحوث علمية أخرى ترجِّح أن عدم خضوع الجهاز المناعي لتحفيزات في فترة الطفولة ، يجعله أكثر عرضة للإصابة بالحساسية عندما يكبر ، فمثلا الأطفال الذين يعيشون في الحقول و يتعرضون لحبوب الطلع هم الأقل إصابة بالحساسية من حبوب الطلع مقارنة بسكان المدن .أيضا الأطفال الذين يلعبون في الخارج و يصابون بالأمراض في فترة الطفولة يصبح جهازهم المناعي أكثر نضجا و أقل حساسية من الذين لا يصابون بالأمراض أو يستعملون الأدوية عند الإصابة بأخف الأمراض نتيجة الحرص الزائد من الوالدين .
تعريف الحساسية
يمكن للمادة المسببة للحساسية أن تصيب الشخص الحساس بأعراض متفاوتة الحدة و ذلك عبر ثلاثة احتمالات
- عن طريق الاستنشاق : مثلا حبوب الطلع , شعر القطط , رائحة الروث ... , فالشخص الحساس من هذه المواد يصاب بأعراض الحساسية بمجرد استنشاق المسبِّب.
- عن طريق الأكل : مثلا اللوز , الشوكولاطة , الحليب ... , يصاب الشخص الحساس بالأعراض عند تناوله هذه المواد
- عن طريق الجلد : مثل المطاط , اللاتكس , أو لسعة بعوضة , يصاب الشخص بالأعراض عند اللمس أو الإصابة بلسعة الحشرة .
أنواع الحساسية و طريقة حدوثها
الصنف الأول للحساسية (Hypersensivity Type I)
يعرف هذا النوع علميا باسم (IgE Dependant) لأنه يتميز بتدخل أجسام مضادة من نوع IgE تكون سببا لحدوث أعراض الحساسية . يمكن أن تحدث هذه الحساسية في مرحلتين سنقوم بشرحهما بشكل مبسط :
المرحلة الأولى : مرحلة التعرُّف
تحدث عند احتكاك الجسم لأول مرة مع المادة المسببة للحساسية .
عند تواصل الجسم مع مسبب الحساسية ( عن طريق اللمس , الأكل أو الاستنشاق حسب نوع الحساسية التي يعاني منها الشخص ) يقوم الجهاز المناعي بالدخول في حالة نفير , فترتبط الخلايا المناعية الموكّلة بالتعرف على الأجسام الغريبة مع هذا الجسم لتسجيل بياناته , و تقوم بتحفيز إفراز أجسام مضادة من نوع IgE .
تقوم IgE بالتثبت على سطح الخلايا المناعية الصارية (Mastocytes) استعدادا لدخول هذا الجسم الغريب مرة أخرى للجسم .
المرحلة الثانية : مرحلة الهجوم
تحدث عند الاحتكاك الثاني و ما يليه .
عند تعرض الشخص مرة ثانية للجسم التحسسي , تذهب إليه الخلايا الصارية مزودة بـ IgE و تقوم بالاتصاق معه , فتحفز إفراز مواد مسببة للالتهاب و الحساسية محاولة إنقاذ الجسم من هذا الجسم الغير مضر ( و الذي ظنه الجهاز المناعي مضرّا ) من أهم هذه المواد المسببة للالتهاب :
- الهيستامين (Histamine)
- البروستاغلندين D2 بالفرنسية (Prostaglandine D2)
- اللوكوتريان (Leucotriéne)
تقوم هذه المواد بتعقيد الوضع و استدعاء خلايا مناعية أخرى للهجوم , فتحدث اتهابات متفاوتة الخطورة و أعراض متنوعة نذكر منها :
- مرض الربو الناتج عن الحساسية (Asthme Allergique)
- التهاب الأنف (Rhinite allergique)
- الحكّة المزمنة و ظهور حبوب على الجلد (Urticaire)
- التهاب الجلد التأتبي (Eczema Atopique)
- التهاب ملتحمة العينين (Conjonctivite Allergique)
- وذمة وعائية تتميز بانتفاخ الجلد (Oedéme de Quicke)
- بعض المشاكل الهضمية
علاج الحساسية :
الأدوية المضادة للهيستامين :
هي الأدوية المستعملة كعلاج أولي للحساسية , فهي تقوم بكبح الهيستامين مما يوقف استدعاء الخلايا الالتهابية فيخفف ذلك أعراض الحساسية .
1. مضادات الهيستامين من الجيل القديم : هي جد فعالة لكن من أهم سلبياتها أنها تسبب النعاس نذكر منها :
- Dexchlorpheniramine الاسم التجاري (Polaramine)
- Hydroxizine الاسم التجاري (Atarax)
- Alimémazine الاسم التجاري (Theralene)
2. الجيل الجديد : معظمها لا يسبب النعاس
- Loratadine الاسم التجاري (Clarityne)
- Fexofenadine الاسم التجاري (Telfast)
- Levocetirizine الاسم التجاري (Xyzall)
الأدوية المضادة للبروستاغلاندين PGD2 :
غالبا ما تستعمل الكورتيكويدات لأنها تكبح PGD2 و باقي المواد المسببة للالتهاب مما يخفف بشكل كبير أعراض الحساسية
1.أقراص عن طريق الفم : تستعمل في الحالات الخطيرة مثل مرض الربو و الالتهابات الحادة الناتجة عن حساسية الأكل نذكر منها
- Prednisolone الاسم التجاري (Solupred)
- Betamethasone الاسم التجاري ( Celestene )
- مرهم جلدي : Clobetasol ; Betamethasone ; Hydrocortisone
- بخاخ أنف : Beclomethasone ; Fluticasone ; Mometasone .
مضادات اللوكوتريان : هي أدوية تستعمل بشكل شبه حصري لمعالجة مرض الربو مثل دواء Montelukast .
أدوية مضادة للجسم المضاد IgE : هذه الأدوية هي عبارة عن أجسام مضادة اصطناعية (mab) تقوم بالارتباط بـ IgE لتمنعه من التثبت على سطح الخلايا الصارية مما يمنع حدوث الخطوات الأخرى للحساسية , لكن هذه الأدوية باهضة الثمن مثل (Omalizumab)
الحقن المحفزة للـ IgG : هذه الحقن فعالة في 99% من حالات الحساسية , و مبدأ عملها هو تحفيز الجهاز المناعي تدريجيا على افراز الأجسام المضادة IgG بدلا من IgE , مما يمنع حدوث مرحلة الهجوم على الجسم التحسسي في كل مرة يدخل فيها إلى الجسم .
- مثل حقنة Alustal : تستعمل تحت إشراف طبي لمدة علاج قد تصل إلى 3 سنوات .
نصائح اضافية :
فيما يخص حساسية الأنف , ننصح ايضا بالقيام بالرياضة لأن ذلك يسبب استرخاء عضلات الأنف و تخفيف أعراض الالتهاب , كما نشجع على استنشاق بخار الماء لأن له نفس النتائج .
سنقوم بنشر حلول أخرى في صفحتنا على الفيسبوك إن شاء الله , و سنركز بشكل أكبر على الحلول الطبيعية .
________________________________

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق