2018/02/20

ماذا تعرف عن الحساسية ؟


الحساسية مرض منتشر في العالم , لكن القليلين هم من يعرفون ما هي الحساسية بالضبط , و أول ما يجب معرفته عنها أن سببها الرئيسي هو خلل في الجهاز المناعي للإنسان يجعله يقوم بوظيفته بشكل خاطئ فينتج عن ذلك الأعراض المعروفة للحساسية .


مقدمة :

ترجِّح البحوث العلمية أن الإصابة بمرض الحساسية سببه وراثي ، فالحامل للمرض لديه على الأقل فرصة من اثنتين لينقل المرض لأولاده .
لكن هناك بحوث علمية أخرى ترجِّح أن عدم خضوع الجهاز المناعي لتحفيزات في فترة الطفولة ، يجعله أكثر عرضة للإصابة بالحساسية عندما يكبر ، فمثلا الأطفال الذين يعيشون في الحقول و يتعرضون لحبوب الطلع هم الأقل إصابة بالحساسية من حبوب الطلع مقارنة بسكان المدن .
أيضا الأطفال الذين يلعبون في الخارج و يصابون بالأمراض في فترة الطفولة يصبح جهازهم المناعي أكثر نضجا و أقل حساسية من الذين لا يصابون بالأمراض أو يستعملون الأدوية عند الإصابة بأخف الأمراض نتيجة الحرص الزائد من الوالدين .


تعريف الحساسية 


يقوم الجهاز المناعي للأشخاص المصابين بالحساسية برد فعل مفرط على أجسام غير مضرة بالجسم ، ظنا منه أنها تشكل خطرا كبيرا عليه ، فيقوم نتيجة ذلك بشن هجومات مبالغ فيها كما لو أنه يهجم على فيروسات أو بكتيريا ، فينتج عن ذلك إصابة أعضاء الجسم بالتهابات متفاوتة الخطورة .


يمكن للمادة المسببة للحساسية أن تصيب الشخص الحساس بأعراض متفاوتة الحدة و ذلك عبر ثلاثة احتمالات


  1.  عن طريق الاستنشاق : مثلا حبوب الطلع , شعر القطط , رائحة الروث ... , فالشخص الحساس من هذه المواد يصاب بأعراض الحساسية بمجرد استنشاق المسبِّب.
  2.  عن طريق الأكل : مثلا اللوز , الشوكولاطة , الحليب ... , يصاب الشخص الحساس بالأعراض عند تناوله هذه المواد
  3.  عن طريق الجلد : مثل المطاط , اللاتكس , أو لسعة بعوضة , يصاب الشخص بالأعراض عند اللمس أو الإصابة بلسعة الحشرة .


أنواع الحساسية و طريقة حدوثها


تنقسم الحساسية إلى أربعة أصناف تختلف عن بعضها كثيرا في كيفية الحدوث , الأعراض و الخطورة , لكن نظرا لتعقيد الموضوع سنقوم اليوم بالتحدث عن النوع الأول من الحساسية فقط و هو النوع الأكثر شيوعا بين الناس.


الصنف الأول للحساسية (Hypersensivity Type I)

يعرف هذا النوع علميا باسم (IgE Dependant) لأنه يتميز بتدخل أجسام مضادة من نوع IgE تكون سببا لحدوث أعراض الحساسية . يمكن أن تحدث هذه الحساسية في مرحلتين سنقوم بشرحهما بشكل مبسط :

المرحلة الأولى : مرحلة التعرُّف

تحدث عند احتكاك الجسم لأول مرة مع المادة المسببة للحساسية .

عند تواصل الجسم مع مسبب الحساسية ( عن طريق اللمس , الأكل أو الاستنشاق حسب نوع الحساسية التي يعاني منها الشخص )  يقوم الجهاز المناعي بالدخول في حالة نفير , فترتبط الخلايا المناعية الموكّلة بالتعرف على الأجسام الغريبة مع هذا الجسم لتسجيل بياناته , و تقوم بتحفيز إفراز أجسام مضادة من نوع IgE . 
تقوم  IgE بالتثبت على سطح الخلايا المناعية الصارية (Mastocytes) استعدادا لدخول هذا الجسم الغريب مرة أخرى للجسم .

المرحلة الثانية : مرحلة الهجوم 

تحدث عند الاحتكاك الثاني و ما يليه .

عند تعرض الشخص مرة ثانية للجسم التحسسي , تذهب إليه الخلايا الصارية مزودة بـ IgE و تقوم بالاتصاق معه , فتحفز إفراز مواد مسببة للالتهاب و الحساسية محاولة إنقاذ الجسم من هذا الجسم الغير مضر ( و الذي ظنه الجهاز المناعي مضرّا ) من أهم هذه المواد المسببة للالتهاب :

  • الهيستامين (Histamine)
  • البروستاغلندين D2 بالفرنسية (Prostaglandine D2)
  • اللوكوتريان (Leucotriéne)
تقوم هذه المواد بتعقيد الوضع و استدعاء خلايا مناعية أخرى للهجوم , فتحدث اتهابات متفاوتة الخطورة و أعراض متنوعة نذكر منها : 

  • مرض الربو الناتج عن الحساسية (Asthme Allergique)
  • التهاب الأنف  (Rhinite allergique)
  • الحكّة المزمنة و ظهور حبوب على الجلد (Urticaire)
  • التهاب الجلد التأتبي (Eczema Atopique)
  • التهاب ملتحمة العينين (Conjonctivite Allergique)
  • وذمة وعائية تتميز بانتفاخ الجلد (Oedéme de Quicke)
  • بعض المشاكل الهضمية 


علاج الحساسية :

أول خطوات العلاج هو الابتعاد قدر الإمكان عن مسببات الحساسية , فمثلا من لاحظ أن لديه حساسية من الحليب و مشتقاته , فليتجنب تناوله , و من لاحظ أن الغبار يسبب له التهاب المجاري التنفسية فليبتعد عنه و ليحافظ على نظافة أنفه .





الأدوية المضادة للهيستامين : 
هي الأدوية المستعملة كعلاج أولي للحساسية , فهي تقوم بكبح الهيستامين مما يوقف استدعاء الخلايا الالتهابية فيخفف ذلك أعراض الحساسية .

  1. مضادات الهيستامين من الجيل القديم : هي جد فعالة لكن من أهم سلبياتها أنها تسبب النعاس نذكر منها : 

  • Dexchlorpheniramine الاسم التجاري (Polaramine)
  • Hydroxizine الاسم التجاري (Atarax) 
  • Alimémazine  الاسم التجاري (Theralene)
 2. الجيل الجديد : معظمها لا يسبب النعاس 
  • Loratadine الاسم التجاري (Clarityne)
  • Fexofenadine الاسم التجاري (Telfast)
  • Levocetirizine الاسم التجاري (Xyzall)
الأدوية المضادة للبروستاغلاندين PGD2 :
غالبا ما تستعمل الكورتيكويدات لأنها تكبح PGD2 و باقي المواد المسببة للالتهاب مما يخفف بشكل كبير أعراض الحساسية 

 1.أقراص عن طريق الفم : تستعمل في الحالات الخطيرة مثل مرض الربو و الالتهابات الحادة الناتجة عن حساسية الأكل نذكر منها 
  • Prednisolone الاسم التجاري (Solupred)
  • Betamethasone الاسم التجاري ( Celestene )
2.للاستعمال الموضعي : و هي تستخدم في الحالات العادية و المتوسطة الخطورة , مثل التهاب الأنف و الجلد 
  • مرهم جلدي : Clobetasol ; Betamethasone ; Hydrocortisone
  • بخاخ أنف : Beclomethasone ; Fluticasone ; Mometasone .
مضادات اللوكوتريان : هي أدوية تستعمل بشكل شبه حصري لمعالجة مرض الربو مثل دواء Montelukast .

أدوية مضادة للجسم المضاد IgE : هذه الأدوية هي عبارة عن أجسام مضادة اصطناعية (mab) تقوم بالارتباط بـ IgE لتمنعه من التثبت على سطح الخلايا الصارية مما يمنع حدوث الخطوات الأخرى للحساسية , لكن هذه الأدوية باهضة الثمن مثل (Omalizumab)



الحقن المحفزة للـ IgG : هذه الحقن فعالة في 99% من حالات الحساسية , و مبدأ عملها هو تحفيز الجهاز المناعي تدريجيا على افراز الأجسام المضادة IgG بدلا من IgE , مما يمنع حدوث مرحلة الهجوم على الجسم التحسسي في كل مرة يدخل فيها إلى الجسم . 
  • مثل حقنة Alustal : تستعمل تحت إشراف طبي لمدة علاج قد تصل إلى 3 سنوات .

نصائح اضافية : 

فيما يخص حساسية الأنف , ننصح ايضا بالقيام بالرياضة لأن ذلك يسبب استرخاء عضلات الأنف و تخفيف أعراض الالتهاب , كما نشجع على استنشاق بخار الماء لأن له نفس النتائج .

سنقوم بنشر حلول أخرى في صفحتنا على الفيسبوك إن شاء الله ,  و سنركز بشكل أكبر على الحلول الطبيعية .

________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق